June 26, 2013 Yasser Ahmad 0Comment

علي جسر خشبي في الليل مشينا. هناك كان الماء يلمع على الجانبين وأحساسي المنطلق يقول لي، أنت تحلم. تنظر إلى بعينين تتشبث بكل كل كياني. لا شئ يشبه تلك الرجفة ولا ذلك الأمل. أقول للحلم، هل أنا أحلم؟ فيرد على بطريق يمتد نحو بيت قديم وهي تمضى أمامي وتجرني من يدي. في البيت رجل عجوز وأمرأة يتحدثان لي عن حرب أهلية أستمرت لسنوات. أقول للحلم، هل أنا في لبنان؟ فيرد الحلم بجواز سفر وصورة قديمة والرجل يشير بحزن إلى أبنته الكبرى التي علقت بمدينة مصرية حينها ولم تعد.

معلقا أنا بين سماء الحلم وأرضه، هناك في الهواء. أحاول أن  أستدل على شئ خرافي، عن اللحظة التي تتبدل فيها الاشخاص والأماكن ولكن الحلم لم يتخلي عن واقعيته. أمشي خفيفا وهي تسير أمامي بشعرها المنسدل حتى نصل إلى هناك حيث تشير إلى مطعم على البحر. أسأل الحلم، لماذا أنت خفيف الروح؟ فيقول لي صدقني، صدق هذا البحر. تجلس أمامي فأنتظر أن يتغير شئ ولكنها نفس العينين المعلقة في ذاتي. نفس الوجه الدائري الجميل لم يتغير منذ مشينا على الجسر. أسأل الحلم، كم مر علينا؟ فيقول ثلاثة أيام.

تغدو الأشياء ملء الحواس، الليل الساكن ورائحة البحر وعينيها المتشبثتان بي ولائحة الطعام. أقول للحلم، من أين أتت؟ فيرد بشئ من الحنين يمر على كطيف قديم.

هل أنا أحلم ولا أحلم في نفس الوقت؟

أما هي، فكان وجهها يسافر في دروبي كهواء البحر وعينيها تتشبث بي. كل شئ حقيقي ولم يجربه من قبل خيالي حتى أصدق أنه حلم.

ياسر أحمد