أنت الفتاة
وأنا المظلل بالرصاص
رسمتى ملامحى
فى عجالة
من ذاكرة باهتة
بلا تفاصيل
بلا أحساس..
خطوط قلمك الرصاص
هائمة.. خافتة
كحفيف الرياح
ترسم عينى
و تنسى الأحداق
ليصير وجه
لا يشبهنى على الأطلاق
أقول “هذا ليس أنا”
فتتركين إمضاءك
وملحوظة “لا أذكرك”
أنت الفتاة
وأنا المرسوم على الورق
عينى غريبتين
وحيدتين..
وخطوط جبهتى
كأنها مفترق طرق
خطى حاجبى
أفق ملبد بالسحب
فمى متحف جرائد قديمة
و ذقنى صحن فنجان
قهوة منسكب
جسدى وجلدى
لتمثال برونز
يعلوه الصدأ
حزنت و همست “لست أنا”
فتتركين إمضاءك
و ملحوظة “لا أفهمك”
أنت الفتاة
وأنا الإسكتش
تجعلين منى
تارة بلياتشو
وتارة درويش
مرة عابس محتد
ومرة عابث
مستلقى من الضحك
ترسمينى..
حينا كروكى مهمش
و حينا زخرف جميل النقش
وأنتهى فى الرسم
بوجه مقلوب الرأس
أحدق وأتسأل “لما هذا؟”
فتتركين إمضاءك
وملحوظة “دعنى أعبث بك”
أنت الفتاة
وأنا المحدد بالحبر
فى شكلى الأخير
ونسختى
المعدة للنشر
فتى وحيد جالس
ورأسه مدفون بين ركبتيه
و نقطة..
هى أول وأخر السطر.
سألت “من هو؟”
فتركتى إمضاءك
وملحوظة “أنت الرسم بلا أسم”